قصيدة لجدي وابي ابا عمار

إليك يامن قررت الرحيل
إليك أيها الأب القائد آبا عمار
إليك هذه الكلمات فحبرها من دموع الأحرار
وحروفها نسجناها من مجدك الذي مازال ساطعا
علينا مثل شمس النهار
إليك يامن قررت الرحيل
دعنا نقبل جبينك النخيل
ونغفو على كوفيتك السوداء حتى لو قليل
وننظر إلى عيناك التي تعودنا أن نرى بهما حلم الأحرار
حلما أتيت به إلينا منذ زمن طويل
فدعنا نقول لك منذ رحيلك لهذا اليوم
الدمع من عيوننا عليك يسيل
فأنت باقي فينا في حياتنا ومماتنا وحى فينا حتى بعد الممات
فقد أخطأ ظنه من أعتقد بأن الياسر قد مات
فإننا نراك سيدي تنهض من سباتك العميق وتقف كالصقر
شامخا فوق مآذن القدس ثم تطير وتحوم
في ربوع فلسطين وتبتسم لنا وتلوح بيدك كأنك
تعدنا بحرية ونصرا محتوم
نعم نراك بكوفيتك السوداء في أعنان سماء فلسطين
نعم نراك سيدي في كل الأوقات فمن لايراك أباعمار
فهو الذي قد مات
أبا عمار رغم أنك راحل عنا إلا أننا نراك هنا بيننا
تهل علينا بزيك العسكري الذي كان يدل على الإنسان الثائر
نراك بخطاباتك الشجاعة على المنابر
نراك بكوفيتك السوداء
المنقوش عليها حياة شعبا مازال جريحا
شعبا مازال أسيرا جريحا ينتظر الحرية تأتي إليه مع الصباح الباكر
نراك أبأعمار بابتسامتك بعفويتك بحزنك وبصورة الإنسان الحائر
من قال إنك غائب ومسافر
فلا زالت صورتك سيدي تسكن عقولنا وصورتك
مازالت تنبض في قلوبنا والمشاعر
فها هي القدس تصرخ بأعلى أصوات الحناجر
تصرخ من خلف أسوار الأسر
وتقول أراك سيدي وحبيبي ياسر
قف أبا عمار قف إلي أين عني مسافر
قف ولا تغادر
فيا أيها الذاهب إلي السماء لك منا العهد والوفاء
فكن علي يقين يا صانع الرجال
بان هناك شعبا من الأجيال
كلهم ياسر عرفات
فقد اخطأ ظنه من اعتقد بأن العرفات قد مات
فيا من إليك شاء القدر بالرحيل
عنا دعنا نقول لك
كأنك لم ترحل
فكل شئ هنا عليك يسأل
الصغار الذين تعودوا عليك
والكبار الذين كانوا يرون السلام في عينيك
يامن انهمرت عليه الدموع بالبكاء
يا من كنت لنا الهوية بين الشعوب
وكنت لنا شمسا لا تعرف الغروب
وكنت لنا مشاعلا تنير لنا الدروب
نقول لك سلاما لك من هنا من غزة الصمود
فارحل أيها السلام وارسم قبلاتنا على تراب رام الله الطهور
فهناك الأسد في عرين المقاطعة يلتزم الرقود
فأرحل سلامنا إلي رجل السلام والبندقية
إلي صاحب غصن الزيتون والتاريخ والهوية
فيأيها المار من أمام ضريح أبا عمار
قف وابتهل له بالدعاء والرحمة
واصطحب مع الدعاء دمعتين
دمعة خشوع للعزيز الجبار
ودمعة حزن علي رحيل الختيار
فأحيانا الدموع تكون عظمة للرجال
عندما تنهال
على فراق محب
أصبح عنهم راحل
فهنيئا لمن بكى على رحيلك أبا عمار
فهنيئا لمن صافح يداك أبا عمار
فهنيئا لك فلسطين لأنك تحتضني جسد أبا الثوار

موضوعك رائع ولا تحرمنا منك اختي ألف شكر أختي الكريمة علي الموضوع

تسلمي يا اغلى زهرة وشكرا الك على مرورك